سلو قلبي غداة سلا وثابا** لعل على الجمال له عـــــــــــــتابا
ويسأل في الحوادث ذو صواب** فهل ترك الجمال له صوابــا
وكنت إذا سالت القلب يوما** تولى الدمع عـن قلبي الجـــوابا
ولي بين الضلوع دم ولحم** هما الواهي الذي ثــكل الشبابــا
ولو خلقت قلوب من حديد *** لما حملت كما حـــمل العذابا
ونادمـنا الشباب على بساط***من اللذات مختلف شرابــــــــا
وكل بساط عـيش سوف يطـوى***وان طال الزمان به وطابا
ولاينبــيك عن خلق الليالي***كمن فقد الأحبة والصحابـــــــا
ومن عجب تشيب عاشقيها***وتفنيهم ومابرحـــت كعــابــــا
فمن يغتر بالدنيا فإني***لبست بها فأبليـــت الثيـــــــــــــــابا
لها ضحك القيان إلى غبيٍ***ولي ضحك اللبــيب إذا تــغابــى
جنيت بروضها وردا وشوكا***وذقت بكأسها شــهدا وصــــــابـا
فلم ار غير حكم الله حكــما*** ولـــــــــم ار دون باب الله بابــا
ولولا البخل لم يهلك فريق***على الأقدار تلقــــــاهم غــضابا
وان الماء تروى الأسد منه***ويشــفي من تلعلـــــعها الكـلابا
وكان بيانه للهدي سـبلا*** وكانت خيله للــــــــــــــحق غابـا
وما نيل المطالب بالتمني*** ولكن تؤخــــــــــذ الدنيـــا غلابـا
وما اسعصى على قوم مـنال*** اذا الأقـدام كان لهم ركابــــــا
وضاعت يـثرب الفيحاء مسكا *** وفاح القــاع أرجاء وطابــــــــا
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيــــــد أن لي انتسابا
فما عرف البلاغة ذو بيان *** إذا لم يتــــــــخذك له كتـــــــــــابا
مدحت المالكين فزدت قدرا *** فحين مدحتـك اقتدت السحابا
وما للمسلمين سواك حصن *** إذا ما الضــر مسهم ونــــابـــا
وكان جنابهم فيها مهيبا *** وللأخـلاق أجـــــدر أن تهـــــــــــابا
فلولاها لساوى الليث ذئبا *** وساوى الصارم الماضي قرابــــا